اتخاذ القرارات..
اتخاذ القرارات له أهمية بالغة في حياتنا الشخصية أو العملية على المدى القريب أو البعيد ولذلك فإن عملية اتخاذ القرارات هو جوهر نشاط الفرد والجماعة في حياتهم الخاصة أو في مجال العمل.
وعلى هذا يمكننا القول أن عملية اتخاذ القرارات هو قوام الحياة؛ لأن الحياة عبارة عن سلسلة من القرارات التي يتخذها الفرد أو الجماعة من أجل التكيف مع البيئة والمواقف التي يتعاملون معها.
فعلى سبيل المثال من القرارات التي يتخذها الفرد منها ماهو يومي ومنها ماهو أسبوعي أو شهري أو كل عام، وهذا يعتمد على المواقف التي يتطلبها اتخاذ القرار فيه ونوعية القرار ذاته وأهميته، كما أن القرارت منها ماهو قصير المدى ومنها ماهو طويل المدى، وبعض تلك القرارات منها مايتخذه الفرد ومنها مايتخذه الجماعة، ..... الخ
أولا: مالمقصود باتخاذ القرارات؟
لمفهوم اتخاذ القرارات عدة تعاريف منها..
• عملية يتم بموجبها اختيار بديل للعمل من أجل حل مشكلة ما.
• عملية يحدد من خلالها المديرين مشكلات التنظيم ويحاولون حلها.
• عملية بحث عن حل وسط.
من التعاريف السابقة نستنبط أن لاتخاذ القرارات عناصر أساسية مشتركة وهي:
- أن اتخاذ القرار يمثل عملية ذهنية أو حركية أو كليهما يتم من خلالها الوصول إلى القرار المناسب.
- أن اتخاذ القرار يقوم على أساس الاختيار من بين عدة بدائل أو خيارات حيث يمثل البديل الذي يتم اختياره هذا القرار.
- أن هناك هدفا أو غاية من وراء اتخاذ القرار حيث يتمثل هذا الهدف في حل مشكلة ما أو تعديل وضع قائم.
*العلاقة بين اتخاذ القرارات والعملية الإدارية:
إن عملية اتخاذ القرارات هو من صلب العملية الإدارية في منشآت الأعمال، وعملية اتخاذ القرار يعد من أهم أبرز الموضوعات التي اهتم بها الباحثون والمفكرون في الوقت الراهن؛ لأنها تمثل محور عناصر العملية الإدارية المتمثلة في التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة.
*القرارات وأنواعها:
لقد تم تصنيف القرارات لأنواع عدة فمنهم من صنف القرارات إلى قرارات طويلة الأجل وقرارات قصيرة الأجل والبعض صنفها إلى قرارات إستراتيجية وقرارات خاصة بالأهداف وثالث صنفها حسب الموضوعات..
وعلى من ذلك فإننا نستطيع أن نقول أن أشهر التصانيف هو التصنيف الذي يقسم القرارات إلى قرارات مبرمجة وقرارات غير مبرمجة وذلك على أساس درجة الاختيار المتاحة.
أولا-القرارات المبرمجة: وهي القرارات التي يتم اتخاذها بشكل روتيني أو متكرر، وتتخذ في مواقف محددة، وتخضع لقواعد معينة.
من التعريف لسابق يتضح لنا أن هذه القرارت تكونت عن عادات سابقة في اتخاذ القرار أو أساليب مبرمجة مثل استخدام الحاسب الآلي، أو عن طريق سياسات وأنظمة يجب إتباعها وتطبيقها عند اتخاذ أي قرار، وهذا النوع من القرارت غالبا ما تكون مستمدة من الخبرات السابقة أو المعرف الفنية بخصوص الأعمال التي يتم تنفيذها في مواقف محدده، وهذه القرارات غالبا ما يتم اتخاذها من قبل المستوى الإشرافي التنفيذي في الإدارة، ويكثر استخدامه في الإدارة الوسطى ، ويقل استخدامه في الإدارة العليا.
وينبغي أن نشير هنا إلى أن القرارات المبرمجة تطبق في الأعمال الروتينية والمواقف التي تخضع لأنظمة وقواعد محددة، إلا أن تلك القرارات غالبا ماتكون معقدة، ووجود الحاسب الآلي يتيح الفرصة الكبيرة بإمكانية اتخاذ قرارات مبرمجة متطورة جدا؛ لأن الحاسب الآلي يستطيع أن يجمع ويحلل قدرا كبيرا من المعلومات التي يمكن أن تسهل عملية اتخاذ القرارات .
وبصفة عامة يمكن القول : بأن القرارات المبرمجة عادة ماتكون روتينية ومتكررة وذلك لأن طريقة اتخاذها محددة، وواضحة في أغلب الأحيان.
ثانيا-القرارات الغير مبرمجة: وهي القرارات التي لا يمكن معها تطبيق القواعد والإجراءات المحددة سلفا.
وذلك أن القرارات جديدة أو أنها غير محددة بشكل واضح، لذلك فإن القرارات التي يتم اتخاذها في ظل عدم التأكد أن يؤدي إلى نتائج سلبية عكس المتوقع تماما.
وهذه الحالة التي تنشأ من عدم التأكد تنشأ من عدة مصادر منها:
1- الظروف البيئية أو الموقفية التي يتم اتخاذ القرار فيها، بحيث يكون من الصعب التنبؤ أو التحكم في عناصر هذه البيئة.
2- محددات الوقت والتكاليف، وذلك أن هذين العنصرين قد يحدان من إمكانية جمع المعلومات اللازمة لاتخاذ القرار.
3- العوامل الاجتماعية والسياسية السائدة في منشآت الأعمال.
4- التغير السريع التي تتعرض له منشآت الأعمال.
علما أن هذه القرارات غالبا مايتم اتخاذها من قبل الإدارة العليا، فإنها تحتاج إلى مهارات متطورة في اتخاذ القرارات.
ويمكننا القول: بأن القرارات الغير مبرمجة تكون غير روتينية وغير متكررة وبالتالي تتطلب من متخذها جهدا أكبر في جمع المعلومات وطرح البدائل والمقارنة بين هذه البدائل ومن ثم الاختيار من بينها.
وتجدر الإشارة هنا أن متخذي القرارات غير المبرمجة لا يكونون في الغالب واثقين بدرجة عالية من القرار الذي يتخذونه لذا فإن درجة المخاطرة تكون عالية جدا.
يتبع