هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عاشق الاحلام
عضو
عاشق الاحلام


عدد الرسائل : 94
العمر : 43
العمل : طالب
المزاج : عادي
تاريخ التسجيل : 08/11/2007

وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم Empty
مُساهمةموضوع: وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم   وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم Emptyالخميس ديسمبر 06, 2007 5:35 am

أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.

عباد الله، إنَّ من مقاصد شريعة الإسلام منعَ كلِّ وسيلةٍِ تفضي إلى الحرام وتقرّب منه، فالإسلام منع المسلمَ؛ ليكون على بعدٍ من معاصي الله، فمن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه. فعلى المسلم اتِّقاءُ تلك الوسائل والحذر من الوقوع فيها.

ألا ترى الشرعَ منع المسلم من أداء الصلاة، أعني: المكتوبة أو النافلة، ما عدا الصلاة على الجنازة، منعَ المسلم أن يصلي في المقبرة. لماذا؟! خوفاً عليه من أن يخدعه الشيطان فيجعل تلك الصلاة لصاحب القبر. ألا ترى منع المزكّي والمتصدِّق من شراء صدقته خوفاًُ من أن يكون في ذلك محاباة له ممن دفعها إليه، فيكون ساعياً في ردِّ صدقاته إليه. وهكذا الوسائل المفضية للربا منعها الإسلام خوفاً على المسلم من الوقوع في الحرام. فكل الذرائع والوسائل المفضية للحرام فالشارع الحكيم أبعد المسلمَ عنها ونأى به عنها.

ولما كانت جريمة الزنا من أعظم الجرائم، ومن كبائر الذنوب، ومن الأمور الشنيعة التي قال الله فيها: وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً [الإسراء:32] منع المسلم من كل وسيلة يمكن أن توقعه في هذه الجريمة، فحرَّم عليه أن يخلوَ بامرأة ليست من محارمه، ((إياكم والدخول على النساء))[1]، وقال: ((لا يخلوَنَّ رجل بامرأة إلاَّ مع ذي محرم))[2]، ((ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم))[3]، وحرَّم على المرأة السفرَ بدونَ محرم حمايةً لعرضها وصيانة لكرامتها وخوفاً عليها من الوقوع فيما حرم الله.

ومن ذلكم أنه أمر المسلم بغضّ بصره، ونهاه أن ينظر إلى ما لا يحلّ له النظرُ إليه خوفاً من أن يؤدِّيَ ذلك النظر إلى الوقوع في الحرام، قال تعالى: قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ [النور:30].

تأمل ـ أخي المسلم ـ هذه الآية: قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ، أمرٌ من الله لنبيِّه أن يخاطب أهل الإيمان المستجيبين لله ورسوله السامعين المطيعين القابلين لأوامر الله المنفذين لها، قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ، أمرهم بالغض من أبصارهم، لم يقل: غضوها، وإنما قال: غضوا من أبصاركم، أي: غضوا من أبصاركم فلا تنظروا إلى ما حرُم عليكم النظر إليه، واجعلوا النظرَ فيما ينفعكم، لا فيما يضرُّكم، وسخِّروا تلك الجارحةَ فيما ينفعكم، إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36].

يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ، فكان غضّ البصر سبباً لحفظ الفرج، لأن البصر ينفذ إلى القلب، وما تزال تلك اللحظات والنظرات تَتَتابع حتى توقِع في القلب مرضَ الشهوة، فيتحرَّك القلب لذلك الأمر، والقلب هو الحاكم على الجوارح، إذا صلح صلح الجسد كلُّه، وإذا فسد القلبُ فسد الجسد كلُّه، كما قال: ((ألا إن في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب))[4]. فالبصر منفَذ إلى القلب، فما تزال تلك النظرات تلك اللحظات تتتابع حتى تحرِّك شهواتِ القلب، فيقع العبد في المحذور من حيث لا يشعر، ولذا قال الله: يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ، فإن حفظ الفرج إنما يكون نتيجةً لغض البصر والبعد عن كل وسيلة تفضي إليه، ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ [النور:30]، ذلك أزكى لقلوبهم، أزكى لنفوسهم، أزكى لأخلاقهم، ذلك أزكى لهم من الوقوع في الرذائل، فالأوامر الشرعية هي سببٌ لزكاة القلوب وصلاح القلوب واستقامتها، إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30]، خبير بأعمال العباد، عالمٌ بسِّرهم وعلانيتهم، لا يخفى عليه شيء من أحوالهم، أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ [الملك:14].

ثم قال: وَقُل لّلْمُؤْمِنَـٰتِ أراد جل وعلا أن يبيِّن أن الأمر عامّ للجميع، وإن كان يكفي [الخطاب] الأول، لكن ذكر النساء بعد ذكر الرجال ليكون الأمر عاماً ولينتبه كلٌّ من الجنسين: وَقُل لّلْمُؤْمِنَـٰتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَـٰرِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ [النور:31].

أيتها المسلمة، أيها المسلم، كلٌّ منَّا مخاطبٌ بهذا، فالمرأة المسلمة مأمورة بغض بصرها وأن لا تتطلع إلى النظر إلى الرجال، وكذلك الرجل مأمور بغضِّ بصره وأن لا يتطلع بالنظر إلى النساء. فغضّ البصر سبب لزكاة القلب واستقامة الأحوال. النبي قال لأصحابه: ((إياكم والجلوسَ في الطرقات))، قالوا: يا رسول الله، مجالسنا ما لنا منها بدّ، قال: ((إن كنتم لا بد فاعلين فأعطوا الطريق حقَّه))، قالوا: وما حق الطريق؟ قال: ((كف الأذى، وغض البصر، وإفشاء السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر))[5]. فمن حقّ الطريق ومن الحقّ الواجب على الجالس في الطريق أن يكون غاضاً لبصره، لا يؤذي المؤمنات بنظره إليهن، فإن ذلك من الأذى لا من حقّ الطريق. فحق الطريق أن تغضَّ بصرك عن النظر إلى ما حرّم الله عليك. والنبي يقول لعلي : ((لا تُتْبع النظرَةَ النظرة؛ فإن لك الأولى وليست لك الثانية))[6]، قد تكون نظرةَ فجأة لكن النبي قال له: ((لا تتبع النظرةَ النظرة؛ فلك الأولى ـ أي: عفوٌ ـ وليست لك الثانية))، وقال جرير بن عبد الله: سألت النبي وعن نظرة الفجأة، فقال: ((اصرفْ بصرك))[7]، فأمره بصرف بصره، وفي صرف البصر كفّ وتحصين للنفس من الإقدام على الحرام.

أيها المسلم، إن غضّك بصرَك عندما تطَّلع إلى ما لا يحل لك النظر إليه يعقبك خيراً وفضلاً، ففي الحديث: ((من نظر إلى محاسن امرأة ثم غضّ بصره أورثه الله إيماناً في قلبه يجد حلاوة ذلك))[8].

أيها المسلم، فاتق الله في نفسك، واتق الله في محارم المسلمين، واعلم أن أيّ إساءةٍ منك لعورات المسلمين قد يعود الأمر عليك عكسَ ما تريد، فعُفَّ عن نساء الغير، تعفّ نساؤك، وابتعد عن النظر إلى عورات الآخرين لتحمي بذلك عرضَك، وتصون بذلك كرامتك.

أيهاالمسلم، إن هذا النظر قد يوقعك في المهالك، فتنظر إلى ما لا قدرةَ لك عليه، ولا صبر لك عنه، فيمرض قلبك مرضاً تتمنَّى العافيةَ من بلائه، فإن أمراض الشهوات لا تزال بالقلب حتى توقعه في الحرام، ولذا قال الله مؤدباً لنساء نبيه : فَلاَ تَخْضَعْنَ بِٱلْقَوْلِ فَيَطْمَعَ ٱلَّذِى فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً [الأحزاب:32]، فنهاهن عن خضوع القول للرجال؛ لأن إخضاع المرأة قولَها ومحاولة ترقيق كلامها أمامَ رجل أجنبي عنها قد يؤدي إلى حدوث أمور لا تحمد عقباها.

أيها المسلم، إن النبي جعل إطلاق النظر من زنا العينين، يقول: ((كتب الله الزنا على ابن آدم، فهو مدرك ذلك لا محالة، فزنا اللسان النطق، وزنا الأذنين الاستماع، وزنا العينين النظر، وزنا اليدين البطش، وزنا الرجلين الخطى، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدِّق ذلك أو يكذِّبه))[9].

فليتَّق المسلم ربه، وليحافظ على سلامة دينه، وليغضّ بصره عما حرَّم الله عليه، وليكن حريصاً على صيانة عورات المسلمين، بعيدا عن كل ما يثير الفتنة. وعلى النساء المسلمات تقوى الله في أنفسهن، والبعد عما يثير غرائز الرجال.

إن البعض من المسلمات ـ هدانا الله وإياهن ـ كثير منهن حصل عليهن نقص في اللباس، فتخرج المرأة إلى السوق أو إلى أي ملتقى سافرةً وجهَها، متعطرةً، متجمِّلةً، في أعلى زينتها، ذلك من أسباب إثارة غرائز الرجال، وتعلُّق الفسّاق والأراذل بها. فلتتق المرأة ربها، ولتصن عرضَها، ولتبتعد عما يثير الفتنة، ولتكن المرأة المسلمة بعيدة عما عسى أن يكون سبباً للإثارة، فتحفظ دينها، ولا تحمل الرجال على النظر إليها. وعلى الجميع تقوى الله في أحوالهم كلها، ففي الوقوف عند تعاليم الشريعة سببٌ للاستقامة والثبات على الحق.

أسأل الله أن يوفقني وإياكم لما يحبه ويرضاه.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.





--------------------------------------------------------------------------------

[1] أخرجه البخاري في النكاح (5232)، ومسلم في السلام (2172) من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.

[2] أخرجه البخاري في النكاح (5233)، ومسلم في الحج (1341) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

[3] أخرجه البخاري في الحج (1862) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وهو لفظ من ألفاظ الحديث السابق.

[4] أخرجه البخاري في الإيمان (52)، ومسلم في المساقاة (1599) من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه.

[5] أخرجه البخاري في المظالم (2465)، ومسلم في اللباس (2121) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

[6] أخرجه أحمد (5/353)، وأبو داود في النكاح (2149)، والترمذي في الأدب (2777) من حديث بريدة رضي الله عنه، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث شريك"، وصححه الحاكم (2788)، وحسنه الألباني في غاية المرام (183).

[7] أخرجه مسلم في الآداب (2159) بمعناه، وهذا لفظ أبي داود في النكاح (2148).

[8] أخرجه أحمد (5/264)، والبيهقي في الشعب (5431) من حديث أبي أمامة رضي الله عنه بنحوه، وأشار المنذري في الترغيب (3/23) إلى ضعفه، وقال ابن كثير في تفسيره (3/283): "وروي هذا مرفوعا عن ابن عمر وحذيفة وعائشة رضي الله عنهم، ولكن في أسانيدها ضعف إلا أنها في الترغيب، ومثله يتسامح فيه"، وقال الهيثمي في المجمع (8/63): "رواه أحمد والطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو متروك"، وأورده الألباني في ضعيف الترغيب (1195).

[9] أخرجه البخاري في الاستئذان (6243)، ومسلم في القدر (2657) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بنحوه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7066.4umer.com/profile.forum
الشاهين
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً
الشاهين


عدد الرسائل : 310
العمر : 38
العمل : طالب جامعي
المزاج : رايق
تاريخ التسجيل : 05/09/2007

وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم   وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم Emptyالأربعاء ديسمبر 26, 2007 7:26 pm

شكرا اخوي بوعبدالله وان شالله لك الاجر والثواب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://WWW.ALSHAHEEN.AHLAMONTADA.COM
عاشق الاحلام
عضو
عاشق الاحلام


عدد الرسائل : 94
العمر : 43
العمل : طالب
المزاج : عادي
تاريخ التسجيل : 08/11/2007

وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم   وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم Emptyالسبت مارس 01, 2008 9:36 am

يسلمووووع المرور الطيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7066.4umer.com/profile.forum
ذئب بوظبي
المشرف العام
المشرف العام
ذئب بوظبي


عدد الرسائل : 192
العمل : طالب
المزاج : رايق
تاريخ التسجيل : 17/11/2008

وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم   وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم Emptyالأربعاء ديسمبر 03, 2008 11:03 am

مشكوررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات العامة :: القسم الأسلامي-
انتقل الى: