أول كتاب الكتروني لاستخدام الحاسوب اليدوي في المجال الطبي 2003/06/16
ينشر الدكتور محمد العبيدلي كتباً عبر شبكة الانترنت. يطور برامج الكترونية، ويمارس الطب، بعد حصوله على شهادة طبية بدرجة امتياز من جامعة كامبردج. ويرى ان التكنولوجيا الرقمية، وخصوصاً كومبيوتر اليد، يمكنها تسهيل حياة الطبيب. ويدأب على نشرها. وبالتعاون مع ثلاثة اطباء آخرين، اطلق موقع "مديكال فيوتشرز" عبر الانترنت، وهو أول نص الكتروني طبي تمت مراجعته من اختصاصيين ويمكن قراءته بواسطة الحاسوب اليدوي، ويعرضه العبيدلي على شبكة الانترنت لكي يستخدمه طلبة الطب والاطباء مجاناً. وآخر انجازات العبيدلي كتاب بعنوان "كومبيوتر اليد المحمول للأطباء"، يشرح فيه طريقة استعمال تلك الاداة في مجال الطب، لتسهيل جمع المعلومات الطبية وتوزيعها. ويتميز الكتاب بسهولة فهم الافكار، وذلك عائد الى اسلوب العبيدلي السلس والمباشر. وعندما تتحدث معه، تفهم ان هذا اسلوبه في الحياة بعامة، فهو يحاول ايصال افكاره بطريقة بسيطة ومنفتحة.
واحتفلت السفارة البحرينية لدى المملكة المتحدة بالعبيدلي بمناسبة اطلاق كتابه الجديد، والتقته "الحياة" وأجرت الحديث الآتي معه:
من أين أتت لك فكرة الدمج بين الطب والحاسوب اليدوي؟
- كنت دائماً مولعاً بالحاسوب اثناء دراستي الجامعية واستعماله لتحسين الطب. لكن حدثت لي قصة في السنة الثالثة في كلية الطب، إذ كان علي إجراء امتحان مهم ونسيت توقيته فرحت متأخراً، ولكن الحمد لله نجحت وتخرجت من دون اي اشكال. ولكن هذا الموقف اثبت انني مضطر لتحسين عاداتي قبل ان اقول للناس ان يحسِّنوا عاداتهم. وكنت أملك حاسوباً محمولاً صغير الحجم، جمعت فيه مواعيدي وساعدني على تنظيم وقتي. وبعد ان تأخذ هذه التقنية وتستخدمها لاستعمالك الشخصي، تفهم انها مميزة جداً. وبعد ذلك تعرفت على الكثير من البرامج الطبية، ولاحظت ان طريقة تعلّمي وسرعتها تحسنت كثيراً بعد استخدامي هذه التقنية، فبدأت احاضر الطلاب وأدربهم على هذه المسألة.
وبعد تخرجي في الطب، اشتغلت ثلاثة اشهر في جامعة كامبردج، وتابعت البرامج نفسها ومضيت في تقديمها لزملائي.
هل كنت تقوم على برمجة التقنية بنفسك؟
- نعم، كنت ضمن "بروجكت بالم" التابع لجامعة كامبردج. وقضيت ثلاثة اشهر مع مجموعة من الاطباء ندرب 30 طالباً على استخدام هذه التقنية. واخترعنا تقنية كنت وأنا مسؤولاً عنها. وجعلناها لتعاون الطلاب على تبادل المعلومات من طريق ارسالها من جهاز الى آخر عبر اشعة "انفراريد" (دون الحمراء). وهذا يساعد كل طالب على ان يتعلم من غيره فتنتشر المعرفة بينهم. ما يثبت ان الطالب الذي استخدم هذه التقنية وتبادل المعلومات مع غيره حصل على نتائج ممتازة.
وبعد ان تركت عملي في الجامعة، طبقت التقنية نفسها في مستشفى "كينغز لين" حيث اكملت سنة الاقامة المتوجبة على كل خريج طبي. والمستشفى كان صغيراً، ويفتقر الى المال لشراء الحاسوب المحمول للأطباء، فقضيت اشهراً لإقناع دكتور واحد بشراء حاسوب وتطبيق طريقتي. وبعد اقتناع الطبيب بفاعلية الحاسوب أخذ بدوره ينصح زملاءه لشرائه. وهكذا تطورت عندنا مجموعة تتبادل المعلومات.
التقنية مفيدة لشخص واحد، ولكن ضمن فريق تصبح هذه التقنية أكثر فاعلية.
القسم الثاني من الكتاب يشرح كيفية استعمال هذه التقنية والابحاث التي أجريتها خلال إقامتي في المستشفى. وعلى رغم ان اميركا كانت السباقة في هذه التقنية وبصرف الاموال على الابحاث، الا ان القسم الثالث من كتابي يشرح ان كل واحد يستطيع ان يقنع شخصاً واحداً باستخدام هذه التقنية وتطبيقها ضمن فريق واحد أو مجموعة واحدة، من دون الحاجة الى مبالغ طائلة.
كيف قمت بالبحث خاصتك وتوصلت الى مادته الاساسية؟
- القسم الثاني يشرح التقنية، ولكن القسم الثالث يعلِّم تطبيقها مع فريق وكيفية اقناعه باستعمالها. والجهة الانسانية من الموضوع مهمة. بعد ان تقنع شخصاً واحداً، عليك ان تتواصل معه لتطبيق التقنية. الفارق بين الطب والعلم، ان الطب يجمع بين العلم والتقنية. الطبيب يطبق العلم على الاشخاص، وتتطور علاقة خاصة بينهم.
هل تعاقدت مع شركات الحاسوب المحمول مثل "بالم" وغيرها؟
- لا أبداً... لكن هناك شركات كثيرة في هذا المجال، والمرة الأخيرة التي تحدثت في لندن في "الجمعية الملكية للطب" كانت شركة "بالم" حاضرة وتحمس مندوبها كثيراً لما قلته، ولكن كانت هذه المرة الأولى التي تدعم احدى الشركات عملي. ولكن عملي كان مبنياً على مهنتي كطبيب وولعي بالتقنية وأحببت ان اشارك زملائي بمزايا الحاسوب المحمول، ولكنني لم اتمتع بدعم من الشركات.
وكيف نشرت الكتاب؟
- بداية، كان نشر الكتاب على نفقتي الخاصة وبعت الطبعة الأولى بسرعة. وبعدها اتصلت بي احدى اكبر دور النشر في العلوم "وايلي" اتصلت بي واشترت حقوق النشر.
هل ننتظر طبعة عربية؟
- اتمنى ذلك.